أشتــــاتـاً أشتـــــوت
الجزء الثانى
تحدثنا فى مقالة سابقة عن ظاهرة إنتشار الدجالين والمعالجين
الروحانيين فى مصر حيث أظهـرت العـديد من الدراسـات أن عددهم يتجاوز الثلثمائة الف
معالج وشيخ معالج فى مصر, وأوضحنا أيضاً أن المصريين ينفقون سنويا مايزيد عن ثلاثة
مليارات جنية سنوياً على هذة الاعمال .
والأن نستكمل معا طريقة عمل هؤلاء وتصنيفهم وفقاً للأسماء
التى تطلق عليهم, وقد إستعرضنا سابقاً من هو المعالج الروحانى والأن سنعرض من هو
الشيخ المعالج.
قارئـــة الفنــجــــان والكوتشية
نقول هنا قارئة الفنجان, لأن قراءة الفنجان تتخصص فيها
النساء الدجالات بشكل أكبر بكثير من
الرجال الدجالين, ويمكن أن تقوم بقراءة الكوتشينة أيضاً وينضم إلي المجموعة أيضاً
ضاربة الودع وقارئة الرمال وأوراق التاروت, وهؤلاء من يقومون بقراءة الماضى
والحاضر والمستقبل على حد زعمهن الأمر الذى يعتبر بهتاناً عظيماً, وأغلب زبائنهم
من النساء من باب إستطلاع المستقبل ومعرفة الأمور الغيبية , أو عمل المكائد
والأعمال السفلية للزوج أو للغير ,وهؤلاء دجالات بإمتياز فمنهن من تقوم بالنصب
والإحتيال ,ومنهن من تكون ممسوسة من جن يساعدها فى قراءة الفنجان , وهناك من معها روحانية حالها كحال المعالج الروحانى , يقومن
هؤلاء فى الغالب بأشياء كفرية وقراءة طلاسم ووصفات شركية يتم إعطائها للحالة
المصابة التى لاتدرى انها تأتى بكبيرة من الكبائر متوهمة بأن هذا هو الحل والعلاج
لما تعانية .
الشيــــــخ المـــعالج (الراقى)
وهــو الشيخ الذى يقوم بالرقية الشرعية لوجة الله كما
يدعى ,ولا يأخذ مقابل (إلا إذا تطوعت الحالة ودفعت من تلقاء نفسها تقديراً لإهتمام
الشيخ ) من الحالة المصابة بالسحر أو الحسد أو المس,ويقوم بعمل برنامج علاجى
للحالة يتضمن أيـات معينة من القرأن الكريم
وزيوت وأعشاب ومسك وعسل نحل طبيعى وماء مقروء علية بعض الأيات القرأنية
وهناك أيضا من يعطى ماء ورث وهو الماء الذى لايعرفة الكثيرون للعلاج ,وهنا تبدأ
عملية الإستغلال حيث يبيع الشيخ هذة التشكيلة للحالة المصابة والتى قد تتجاوز فى
بعض الأحيان الألف جنية,وهذا الراقى فى الغالب قد لايكون معة روحانية ولا يتحدث فى
الغيبيات الماضية ,ويظهر علية السمت الدينى لحية وجلباب ..إلخ, ولايقوم بأعمال
كفرية أو تحضير للجن أو طلاسم أو تعاويذ.
· · أيــــن الطـــــريق
قال
الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم..(َواتَّبَعُـوا مَا تَتْلُـو الشَّيَاطِـينُ
عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَـانَ ۖ وَمَا كَفَـرَ سُلَيْمَـانُ وَلَٰكِـنَّ الشَّيَاطِـينَ
كَفَـرُوا يُعَلِّمـُونَ النَّـاسَ السِّحـْرَ وَمَـا أُنزِلَ عَلَـى الْمَلَكَـيْنِ
بِبَابِـلَ هَـارُوتَ وَمَـارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ
يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا
مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجـِهِ ۚ وَمَـا هُم بِضَـارِّينَ
بِهِ مِنْ أَحَـدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمـُونَ مَا يَضُـرُّهُمْ
وَلَا يَنفَعُـهُمْ ۚ وَلَقـَدْ عَلِـمُوا لَمَـنِ اشْتَـرَاهُ مَا لَهُ فِي
الْآخِـرَةِ مِنْ خَـلَاقٍ ۚ وَلَبِئـْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَـهُمْ ۚ لَوْ
كَانُوا يَعْلَمـُونَ)..صدق
الله العظيم .
وقـال
الله تعالى ..(وَدَّ كَثِـيرٌ مـِنْ أَهْـلِ
الْكِتـَابِ لَـوْ يَرُدُّونَكـُمْ مـِنْ بَعـْدِ إِيمَـانِكُـمْ كُفَـّارًا حَسـَدًا
مِـنْ عِنـْدِ أَنْفُسِـهِمْ) صدق الله العظيم .
وهناك الكثير من الأيات والأحاديث النبوية الشريفة التى تثبت
وتقر بوجود السحر
والمس والحسد والأذى الذى يمكن أن يصيب الإنسان من ذلك العالم الخفى .
وقد
أقـر ديننا الحيف أيضا بأن لكل داء دواء, فقد قال النبى صل الله علية وسلم (لكل داء دواء ,فإذا أصيب دواء الداء ,برأ بإذن الله عز وجل )
صدق رسول الله صل الله علية وسلم.
والعـلاج
هنا يكـون أولا باللجـوء إلى الطـب المتخصص ولا سيما النفسى ,ويجب الأخذ بالأسباب
المادية المحسوسة, وإذا لم تأتى هذة الوسائل الطبية بثمارها فى العلاج, يمكن
للمصاب اللجوء إلى علاج نفسة بنفسة جنباً إلى جنب مع العلاج الطبى, وذلك بالألتزام
بتعاليم الدين من صـلاة وطـاعات وتسبيح وأذكار وقراءة القران الكريم ,وقد قال رسول
الله صل الله علية وسلم (إقــرأوا ســورة
البقـرة,فـإن أخـذها بركة ,وتركـها حسـرة, ولاتستطيعهـا البُطُلـُة)
صدق رسول الله صل الله علية وسلم.
فنحن
لم نجد فى عهد رسول الله وجود معالجين روحانيين ولا شيوخ رقاة ! ولكن الصحابة
كانوا رضى الله عنهم يلجأون إلى كتاب الله والتمسك بالسنة النبوية الشريفة
وكــانوا يرقون أنفسهم بأنفسهـم .
تعليقات: 0
إرسال تعليق