لعنـــة الفــراعنــة
الجزء الثانى
نستكمل هنا ظاهرة شغف الكثير من
المصريين بموضوع البحث والتنقيب السرى عن الأثار والكنوز المصرية القديمة, رغبة
منهم فى تحقيق الثراء السريع, الأمر الذى يجعلهم أكثر عرضة للوقوع فى براثن
الدجالين والنصابين, تحت الكثير من السيناريوهات وقد إستعرضنا سابقاً حالة من
حالات النصب التى يقع فيها صاحب المنزل الذى يؤمن بوجود مقبرة فرعونية أسفل منزلة
.
وهنا
نستعرض سيناريو أخر لعملية من عمليات النصب والإحتيال التى يقع فيها الكثير من
السذج,والتى أطلق عليها مجازاً في رأى
الشخصى لعنة الفراعنة الحقيقية التى تصيب كل من تسول لة نفسة العبث بكنوز وأثار
المصريين القدامى ,وهذا السيناريو أبطالة هم بائع محتال ووسيط ساذج ومشترى محتال .
وفية
يبدأ البائع المحتال والذى يمتلك تماثيل أثرية مقلدة بالإدعاء والترويج لنفسة على
إنـة يمتلك تماثيل أثرية حقيقية. يريد بيعها ولا يعرف كيفية وطريقة بيعها, هنا
يجذب إلية الطرف التانى (الضحية) وهو الوسيط ,شخص يلهث وراء تحقيق حلم الثراء السريع, من خلال
التوسط فى عملية البيع والشراء, وقد يكون لة علاقة بشكل مباشر أو غير مباشر بالطرف
الثالث وهو خبير الاثار أو الدكتور كما يطلق عليه, والذى يدعى أن لة علاقات كثير بمتاحف
دولية وفى الأغلب يجب أن تكون واضحة علية علامات الغنى والثراء لكى يقنع الوسيط
بهذا .
يقوم
الخبير المحتال بمقابلة البائع النصاب بواسطة الوسيط الساذج ليتحقق من أن القطع
التى معة أصلية وذو قيمة مالية كبيرة, وبمجرد أن يرى فيديو او صورة لها يعرف فى
قرارة نفسة أن القطع غير سليمة, وأن البائع ما هو إلا محتال كبير, ولكنة يبدأ
بمجاراتة ويقر بأنها اصلية وتساوى الملايين من الدولارات, وأنة بعلاقاتة الخارجية
يستطيع أن يجعل هذة العملية الغير مشروعة تتم بخير وسلام مطمئناً كلا من البائع
والوسيط ,بأن حقوقهم وأموالهم المستقبلية ستكون فى أحضانهم بمنتهى الأمان.
وهنا يفهم البائع أن الخبير قد فهم اللعبة,
ويبدأن سويا بعد أن تواصلا بالأعين فى رسم تمثيلة النصب على الوسيط , الذى يجلس فى
وادٍ أخر يرقص فية قلبة فرحاً بعد أن بدأ يتخيل أن أحلامة ستتحقق قريباُ, ولكن
قلبة يتوقف عن الرقص بعد أن يطلب الخبير رؤية القطع الاثرية بعينة أو يبعث من ينوب
عنة للكشف عليها عيانا ًوللتاكد من أنها مازالت موجودة ولم تباع .
مشترطاً
على البائع أن يدفع مبلغ تأمينى قد يصل لمئات الالاف لإثبات حسن النية ولأنة سوف
يقوم بتحريك هذة الملايين فى سيارات مخصصة بحماية مخصصة وهذة العملية تحتاج إلى
المال.
هنا
يبدأ البائع بسرد قصة وهمية أن جميع أموالة قد أنفقت على عملية الحفر حتى وصل إلى
الكنز المزعوم وانة لن يستطيع أن يحضر المبلغ,
وفى هذة اللحظة يحس الوسيط أن أحلامة بدأت فى
الذوبان وأن الصفقة على وشك أن تطير ,فيقوم هنا البائع بإقناع الوسيط بتدبير مبلغ
التأمين أو جزء منة للخبير وقد تأتى تلك الخطوة من الوسيط نفسة طواعية, ويقرر أن
يجمع هذا المبلغ بنفسة, ويجرى فى كل اتجاة, يبيع سيارتة أو يبيع مصوغات زوجتة أو
يقترض بالفوائد, وفى النهاية يجمع فعلا المبلغ المطلوب للخبير .
بعدها
يحدد الخبير موعد الفحص والكشف و يرسل مع البائع من ينوب عنة ليتبين هل القطع
الاثرية موجودة فعلا ام لا وأصلية أم لا, ويجلس الوسيط ملازما للخبير ليأخذ نسبتة فى العملية بعد أن يتم إستبيان الأمر , وقد أقتنع تماما بأن باقى
المبلغ متجة فى سيارة الأموال إلى منزل البائع.
هنا تأخذ الأحداث مجرى أخر وتنفجر فى وجه الوسيط
القصص والحكايات, عن أن الشرطة داهمت منزل البائع قبل أن تتم عملية الفحص, أو أنة
قد حدث خلاف بين البائع وبين إخوتة على تقسيم المبلغ, أو أن المكان قد إنهار على
المقبرة بالكامل وغير ذلك الكثير من الحجج والأعذار.
وهنا تضيع الأحلام وتتبخر الامنيات للوسيط ,وهو
لايعرف ولا يتوقع أن الخبير قد قام بمشاركة مبلغ التأمين مع البائع من خلف الوسيط ,
ويخرج من العملية خالى الوفاض, لايجروء على إسترداد مبلغ التأمين الذى أدعى الخبير
انة أنفقه على تأمين سيارة الاموال المزعومة, ولا يجروء حتى على ملاحقة البائع أو
الخبير أو الذهاب للشرطة للإبلاغ عن عملية النصب تلك.
فى
النهاية تعتبر هذة واحدة من القصص التى يتم فيها النصب على الكثيريين من السذج,
الراغبين فى تحقيق الثراء السريع ,والتى لا يتسع الوقت لذكرها جميعاً, ولكن يبقى
هذا الشغف والحلم الذى يراود الكثيرين ويداعب عقولهم, موجود بالرغم من العقوبات
المشددة والقوانيين, التى تطارد جميع مهربى وسماسرة وتجار الاثار فى مصر.
تعليقات: 0
إرسال تعليق