لعنـــة الفــراعنــة
الجزء الاول
"إنزل البلد ضرورى عشان لقينا مقبرة
فيها تماثيل دهب وحجارة عاوزين نشوف حد يصرفها" .
رسالة
شهيرة وصلت للكثير من المصريين على هواتفهم المحمولة, من أرقام مجهولة من قبل
نصابين محترفين, رغبة منهم في إستدراج ضحية للنصب عليها, الأمر الذى يكشف مدى شغف
الكثير من المصريين, بالبحث والتنقيب عن الأثار والكنوز المصرية القديمة, رغبة
منهم في تحقيق أحلام الثراء السريع, وكيف لا وقطعة واحدة لا يتخطى طولها 20 سم قادرة على شراء شقة, وسيارة, وإتمام
حفل زفاف, وتأمين مستقبل.
هذه
الأحلام التى تتحطم على صخرة الواقع المرير, الذى يستغلة المشعوذين والدجالين
للنصب والإحتيال على من لديهم هذا الهوس من السذج.
وهنا نجد أنفسنا أمام ظاهرة تستحق التأمل
والدراسة, وهى سهولة وقوع البعض فى فخ الدجالين و النصابين الذين يستغلون تأثير
الحالة الإقتصادية التى يعيشها الكثيرون
الأن والتى تدفعهم للتفكير فى طرق غير تقليدية وغير مشروعة أحياناً, مغامرين
بأموالهم وأرواحم فى سبيل تحقيق حلم
الثراء السريع , وهذا ما أطلق علية مجازاً في رأى الشخصى لعنة الفراعنة الحقيقة.
ولو
حللنا هذا الأمر سنجد أن عمليات الإيهام والنصب والإحتيال هنا لها العديد من
السيناريوهات, يتسع لنا فى هذة المقالة ذكر سيناريو واحد والباقى فى مقالات أخرى لاحقة بإذن الله.
يبدأ الأمر هنا بتوهم يداعب عقل أحد الأشخاص فى
منطقة أو قرية ما بوجود مقبرة أسفل منزلة,الأمر الذى يؤكدة لة أحد الدجالين أو
المشعوذين بعد أن يقوم بعمل ما يسمى بالكشف أو التحضير, وذلك بمـقابل قد يصل
لاّلاف الجنيهات, وفية يحدد الدجال مكان الحفر والمسافة المطلوبة وكيفية توزيع
النسب للكنز الموجود داخل تلك المقبرة المزعومة, والنسب توزع كالاتى الخمـس لوجه
الله والباقى, الثلث لصاحب المنزل والثلث للدجال والثلث الأخير للوسطاء والمشاركين
فى هـذة العملية .
يبدأ
بعد ذلك صاحب المنزل بإقناع المحيطين بة والمقربين منة بمشاركتة مصروفات عملية
الحفر سراً مقابل نِسبة لهم من نسبتة وهذا فى حالة عدم قدرتة على الإنفاق بمفردة .
تبدأ
عملية الحفر سراً قائماً عليها صاحب المنزل و عمال الحفر والدجال الذى يبدأ بإستنزاف
الأموال من أجل إحضار البخور إسترضاءاً للجن أو الرصد كما يسمونة والمقصود بة حارس
المقبرة .
مع
مرور الوقت والأيام تبدأ المشاكل بالظهور أثناء عملية الحفر سراً كإنهيار الحفرة أو
تصدع جدران المنزل أو ظهور مياة جوفية تعرقل عملية الحفر أو إنكشاف الأمر للجيران
وغير ذلك كثير, مما يضطرهم إلى إيقاف عملية الحفر.
الأمر
الذى يعد بمثابة طوق نجاة للدجال فيجدها فرصة للتفلت والتملص من الأمر بعد أن إستنزف
الكثير من الأموال ويبدأ فى الأختفاء والتهرب من صاحب المنزل ويتركة وقد أنفق كل
ما فى وسعة ودمر منزلة.
ليبدأ بعدها صاحب المنزل فى محاولة العثور على
مشعوذ أخر ليكمل المهمة التى تنتهى دائما كما انتهت سابقتها بالفشل وهدر مزيد من
الأموال.
حتى
ينصحة بعض الاشخاص الذين لايثقون فى الدجالين ويقومون بإقناعة بأن هذا الأمر يحتاج
إلى متخصصين ذو خلفية علمية ويحتاج إلى أجهزة متخصصة فيبدأ يسلك هذا الإتجاة بعد أن
فقد الثقة فى عالم الدجالين والمشعوذين ليضع ثقتة
فى دجالين من نوع أخر ذو خلفيات علمية يمتلكون أجهزة للكشف عن المعادن أو
غيرها من الأجهزة التى على الأغلب ليس لها
سند علمى وغير دقيقة.
وهذا مايجعل الأمر ينتهى أيضا بنفس الطريقة حتى يصاب صاحب المنزل
بالإحباط واجداً نفسة فى نهاية المطاف مديوناً خاسراً لأموالة وقد يقودة أيضاً حظة
العاثر إلى القبض علية بتهمة التنقيب عن الأثار أو تحدث أى حادثة غير متوقعة كتصدع
جدران المنزل وإنهيارها على أحد الأشخاص الذين يقومون بالحفر تودى بحياتة والذى يضع
صاحب المنزل أمام المسألة القانونية الصارمة.
وهنا قد إنتهينا تقريباً من عرض هذا السيناريو
الذى حدث ومازال يحدث للكثيرين ممن تراودهم أحلام الثراء السريع بعيداً عن العمل
الجاد والمشروع لتحقيق أحلامهم ولنا قصص وروايات أخرى فى المقالة القادمة إستكمالاً
لنفس هذا الموضوع الهام .
محمــــــد مشعــــل
لمتــابعـة كـل ماهــو جديد إضــغط هنــا
محمــــــد مشعــــل
لمتــابعـة كـل ماهــو جديد إضــغط هنــا
تعليقات: 0
إرسال تعليق