القـــــرار
الحيـاة بالنسبة للبشر, ماهـى إلا سلسـلة من القـرارات
والإختيـارات, التـى تتباين فى خطـورتها ودرجة أهميتـها ومـدى تأثيـرها علـى حيـاة
الإنسـان نفسـة, وقـد يمتـد تأثيـرها أيضـا علـى حيـاة الأخـرين المحيطـين بـة,الأمر
الذى قد يحول حياة الشخص إما إلى حياة جيدة إذا كان القرار صائب أو يلقى بة فى التهلكة
إذا كان القرار غير صائب.
بل وقد يتعدى تأثير القرار أيضاً الحياة الدنيا التى
نعيشها ويمتد لما بعد الموت, فقد قال ربنا عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم )فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) وقــولـه )إعملـوا ما شئتم ) فكلنا مجزيون بما نختار وبما سنعمل فى
الدنيا والأخرة.
لو تأملت عزيزى القارىء ستجد أن وجودنا على هذة الأرض
وفى هذة الحياة بناءاً على قرار وإختيار قد قمنا بة بشكل مسبق ...كيف!.
ألم يقـل ربنـا سبحانـة وتعالـى بسم الله الرحمن الرحيم (إنا
عرضنـا الأمانة علـى السمـوات والأرض والجبـال فأبيـن أن يحملنهـا وأشفقـن منهـا
وحملهـا الإنسـان إنـة كـان ظلـومـا جهــولاً) .. والتفسـير الأقـرب لهـذة الأية
الكريمة ,أن الله تعالى قد عـرض طاعتـه وفرائضـه وحـدوده علـى السموات والأرض
والجبال على أنها إن أحسنت أثيبت وجـوزيت ، وإن ضيعـت عوقبت ، فأبت حملهـا إشفـاقًا
منهـا أن لا تقـوم بالواجـب عليـها ، وحمـلها الإنسان ، إنه كان ظلومـا جهـولا .
أنت مـــن تختـــار
بعيداً عن هذا إذا تأملنا يا صديقى الأمـر بشكـل مبسط,
بعد أن تطبقة على حياتك الشخصية, هل قرارك بالإرتبـاط العـاطفى والـزواج من شخصيـة
ما سبباً الأن فى راحتك أم تعاستك, هل قرارك بالإلتـحاق بوظيفة معينة أو بالدراسة
فى مجـال ما سببا فى راحتـك أم تعاستـك وشقـاءك , هـل قرارك بالهجرة والسفـر لبلد
ما سببا فى تعاستك أم راحتك ,قرارك بالتدخين ,بشرب الخمـور, بالإنغمـاس فى
الشهوات, أو قرارك بممـارسة رياضـة مـا, بمجالسة الصالحـين والناجحـين, هل كـل هذا
كان سببا فى تعاستك أم فى راحتك.
قراراتك تصنــــع مستقبلك
يجب أن تعلـم وتعـى يا عزيزى, أنة ليس من الضـرورة بل من
المستحيل أن تكـون كل قراراتك وإختياراتك صحيحة, بنسبة مئة بالمائة, ولكن الأمر
دائماً يحتاج منك إلى الإجتهاد والسعى,وإتباع الخطوات الصحيحـة عند إتخاذ قرار
معين, لجعل قـراراتك هى الأقرب للصواب والرشد, فأنت مكـلف بالإجتـهاد بكل ما تملك
من قوة للتوصل إلى القرار السليم، وإذا لم يكن بين البدائل المطـروحة حل مناسب فالأصح
هنا إختيـار أقلهـا ضـرراً إذاً إتخـاذ القرار هو عملية متحركة وعليك أن تراقب وتتابع
نتائـج قـراراتك لتعـدلها عند الحـاجة
إصنــــع قـرارك
يجب أن تعلم عـزيزى أن مـن أكبر محـاذير إتخـاذ القـرار
هـو إتخـاذ قـرار تحت تأثير العواطف لأنها قد تكون سببا في إتخاذ
موقف قد لا يتفـق مـع المبـدأ أو ما ينبغي ان يكون عليه الإنسـان، أيضاً من
المحاذير التردد، فكثيراً ما يتردد الناس ولا يعزمون أمراً ولا يتخذون قراراً، ولا
ينشـئون عمـلاً ولا يبـدون ممارسة، فتضيع الأوقات الثمينة دونما نتيجة، فالتردد مبـدد
للجـهد ومضيعة للوقت ومؤثر في النفس.بالسلب لا بالإيجـاب, أيضاً يجب أن تتوفر لديك القناعة
الكافية لديك لإتخاذ قرار معين.
هناك أيضا العديد من الخطـوات والمعـاير التى يجب أن
تتبعها فى إتخاذ قراراتك.
أولا: إجمع المعلومات الصحيحة وإبتعـد عن المعـلومات
المضـللة , فلو تذكرت قصة إبليس علية لعنة الله مع ربة ,أنة من ضمن أسباب إتخاذة
قرار بمخالفة اوامر الله لة بالسجود لأدم علية السـلام , تصـورة الخـاطـىء أنة
طالما مخلوق من نار وأدم من طيـن فهو بذلك أعـلى شـأناً ,بصرف النظر عن أنة مأمور
بطـاعة الله حتى ولو كان هو أعـلى شأنا من أدم .
ثانيا: دائما ماتكون هناك بدائل للحـلول فأختر منها الأقرب
للصواب وفقاً للمعلومات الصحيـحة التى بين يديك.
ثالثا: إعرف حدود إمكانياتك جيدا ً, ولا تتخذ قرار
لايمكنـك تنفيـذة بسبب محدودية إمكانياتك , وعدم تقديرك لما هو متاح لك .
رابعاً: إقرأ الواقـع جيـداً وتعامل بعقـلانية وإبتعـد
عن أخذ القرارت التى تعتمد على العاطفة فقط , ولا تتخذ الظـروف المحيطـة أو الأشخـاص
المحيطين كشماعة, لتعليق الأخطاء والتقصير و العجـز عن قـراءة الواقع.
خامساً: إستعن بخـبرات المـاضى , وإستشـير دائماً من
تتوسم فيهم رجاحة العقل أو من قد مروا بتجارب مشابهة لتجـربتك , وإستخير الله
دائماً فى كل خطوة تخطوها فهو ولى ذلك والقادر علية.
أخيراً عزيزى القـارىء إعلم جيداً أن هـذة الحيـاة مليئـة
بالتحديات والصعاب, ونحن مأمـورون أن نبذل الجهد فى إتخاذ القـرارات الصحيحـة ,
فإذا وفقنا, فهذا فضل من الله, وإذا أخفقنـا فسـوف ينعكـس هذا علـى حياتنا كما
قلنا من قبل ,فحيـاتنا ماهى إلا قـراراتنا وإختيـاراتنـا.
فأختر ماشئت فـإنك مجـزى بة.
لمتابعـــة كل ماهــو جديد إضغــط هنـــا
تعليقات: 0
إرسال تعليق