روتينــى اليـــومــــى
تلفزة الواقع, مصطـلح ظـهر منـذ فتـرة طـويلة علـى القنـوات
الفضـائية بـداية مـن برنـامج (ملكـة ليوم واحد) عـام1945 ومـروراً بستـار أكاديمـى
عـام 2003, وأنتقـلت العـدوى إلـى وسـائل السـوشيال ميـديا واليـوتيوب وبرامج أخـرى
مثل ال(Tik Tok) حتـى وصـلنا أخيـراً لما يسمـى بالـروتين
اليومى.
يقـول المثـل الإنجليزى الشهير"من
يدفع أجرة الزمار يختار اللحن "،
أو بمعنى أخر من يتحكـم بوسائل السوشيال ميديا واليوتيوب ومجال المرئيات
والإعلاميات, هـو الـذى يفـرض نوع المحتـوى المقـدم والمعـروض على البشـر,والمقصود
من هذا على حسب إعتقـادى هو إلإلهـاء الشعوب وتغيبها عن واقعها الإقتصادى والسياسى
السيىء, وتحقيق مكاسب مادية خيالية أيضاً.
والحديث
هنا عن ظاهرة إنتشرت للأسف في مجتمعاتنا العربية, بعد أن غزت العالم أجمع ألا وهى
مايسمى (بالروتين اليومى) ,وهى ظاهرة قميئة سيئة تقـدم مـادة تافـهة بها إيحـاءات
جنسيـة والتى أعتقـد في رأيى أنها الصيغة
الجـديدة المرقمنـة للدعارة المقننة عـن بعد, بعيداً عن أعين المراقبة .
وتلجـأ
غالبيـة صانعـات ما يعرف (بالروتين اليومى ) إلى الإغـراء، والإثـارة من خـلال
تصوير مناطق حساسة في أجسادهـن، وهن يعرضن محتوى يخص حياتهن الخاصة ويتطرقن إلى
مواضيـع تافهـة، مـن أشغـال المنزل والطبخ
وتربية الأطفال وإستعـراض الملابس الداخلية وأحيانا الإرضاع بملابس ضيقة، بهدف رفع
عدد المشاهدات والتفاعل مع الفيديوهات, طمعاً في كسب المشاهدات واللايكـات، التي تـدر
عليهـن أرباحاً ماديـة.
وقد
خلقت فيديوهات “روتيني اليومي”، التي إنتشرت في مجتمعاتنا العربية إنتشار النار في
الهشيم، جدلاً، وإنتقادات، وغضبا عارماً, دفـع البعض إلى تدشين حمـلات فيسبوكية ضـد صنـاعات تلك
المادة التافهـة بهـدف دفـع إدارة اليوتيـوب إلى إغلاقها .
ولاسيمـا
هنا أن أكثر صانعات تلك الفيديوهات شهرة ينتمون إلى المملكة المغربية مثل أسماء بيوتى وفتيحةالمغربية التى عادت إلى نشر مقاطعها المصورة على قناتها على موقع يوتيوب بعد أن
كانت ضمن قضية إهتم بها الرأى العام المغربى بإعتبارها ضحـية ! تعنيـف من زوجها
جراء مشاركتها فيـديوهات عن روتينها اليومى, الذى ظهر بعدها إلى جانبها وأقر بأنة
سيدعمـها ويشجعهـا حتى تحقق أهدافها وقد تخلى عن مبادئة نتيجة الخوف من عقـوبة
الحبـس!.
وأيضا
جمهورية مصر العربية مثل منار سامى,وحنين حسام ومودة الأدهم وسما المصرى وزينب مصر , ولم
تقتصر هذه الفيديوهات على النساء البسيطات فقط بل إمتدت لتشمل بعض مشاهير الفنانات
في مصر.
والجدير
بالذكر هنا أنة تم حبس مصـريات مثل حنين حسام ومودة الأدهم وسما المصري
، بتهمة نشـر مقاطع تحرض على الفسق والفجور, وذلك بعد أن
انتشرت فيديوهات لحنين حسام وهي تدعو الفتيات إلى الإشتراك معها في تطبيق “Tik Tok” وفتح
كاميرات هواتفهن من داخل غرف نومهن، مقابل مبالغ مالية سيحصلون عليها إسبوعياً، وفـق
وسائل إعلام محليـة.
الروتين اليومى وتطبيق التشريعات القانونية
نتوجة هنا للحكومات العربية بتطبيق
التشريعات القانونية المنصوص بها لدى كل دولة ,
والتى تمنع الإخـلال بالـذوق العـام ,وخدش الحياء
كقـانون حماية الذوق العام بالكويت,
والذى ينص بمعاقبة كل من إقترف فعلا يشكل خرقاً للأداب العامة , وفقا لهذا لأحكام
هذا القانون بغرامة مالية لاتقل عن خمسمائة دينار كويتى ولا تزيد عن ألف دينار
كويتى على أن يتم تشديد العقوبة إذا تمت معـاودة هذا الفعـل مرة
أخرى.
والقانون رقم 483 من القانون الجنائى المغربى الذى ينص على أن ”من ارتكب
إخلالاً علنيا بالحيـاء وذلك بالعري المتعمد أو بالبذاءة في الإشارات أو الأفعال
يعاقب بالحبس من شهر
واحد إلى سنتين وبغرامة مالية.
والقانون المصرى المادة 1 لسنة 1960 لمكافحة الدعارة والذى نصت المادة 14 من ذات القانون بأنة كل من أعلن بأى طريقة من طرق الإعلان دعوة تتضمن إغراء بالفجور أو الدعارة أو لفت الأنظار إلى ذلك يعاقب بالحبس مدة لاتزيد عن ثلاث سنوات وبغرامة لاتزيد
على مائة جنية.
فالقوانين موجودة وتنتظر التطبيق, والتفعيل على أرض الواقع, بشكل أكبر,
للحد من تلك الظاهرة المسيئة إلينا كشعوب عربية مسلمة, ولحماية أفـراد المجتمع
العربى من أنفسهم أيضاً حيث أن الخطأ لايقع على هؤلاء النساء اللاتى يعرضن سلاسلهن
الجبلية فقط, ولكن أيضا على الجمهور المتابع لهن.
الروتين اليومى ورأى الدين الإسلامى
أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية
فتوى بتحريم بث برامج مثل ستار اكاديمى, ومشاهدتها وتمويلها والمشاركة فيها والإتصال
عليها للتصويت أو لإظهار الإعجاب بها, وذلك لما اشتملت عليه هذه البرامج من إستباحة
للمحرمات المجمع على تحريمها والمجاهرة بها.
كما أصدرت دار الإفتاء المصرية
التابعة للأزهر الشريف والذى يمثل المرجعية الأولى للمسلمين على مستوى العالم فتوى
بتحريم إفشار أسرار البيت أمام الأخرين على صفحات التواصل الإجتماعى وتصوير الزوجة
لمنزلها وطريقة حياتها مع زوجها وأبناءها, بما فى ذلك ما يحدث فى فيديوهات الروتين
اليومى حيث ان هذا يساعد فى نشر الفاحشة
وإشاعة الفساد والعهر فى المجتمع
وقد قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ
تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ
آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
وقال رسول الله صلى الله علية وسلم :مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ
مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ
أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ
مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا
وأخيراً نتمنى من الله أن يعافى أمتنا من هذة الأفعال المسيئة ويهدى شبابنا وأبنائنا إلى
وأخيراً نتمنى من الله أن يعافى أمتنا من هذة الأفعال المسيئة ويهدى شبابنا وأبنائنا إلى
مافية صالح هذة الأمــة دائما.
وكما قال الشاعر الراحـل أحمد شوقى (وإنما الأمم
الأخلاق ما بقيت.... فـإن هُمُوُ ذهبــت أخـلاقهم ذهــبوا)
لمتابعــــة كل ماهــو جديد إضغـط هنــا
تعليقات: 0
إرسال تعليق