الكورونا ..الوجه الاخــــر
(فــخ هــوبز)
تلك النظرية التى تقول إن الخوف بين البشر يتراكم جَرّاء الخوف نفسة, فيسعى الخائف
إلى الدفاع عن نفسة بالتسلح مثلاً, فيدفع الأخر الخائف من التسلح إلى مزيد من
التسلح وهكذا دواليك , حتى يصبح الجميع عدو للجميع.
هذا بالفعل
مانعيشة الأن فى زمن الكورونا (كوفيد-19) كما يطلقون علية ,ذلك الفيروس الذى جعل
العالم كلة غرفة كبيرة للحجر الصحى, لم يٌحدِث الكثير من التغـيرات فى أفعالنا وعاداتنا
وطريقة تفكيرنا نحو الأخرين فقط ,بل وعلى مستوى أنماط العلاقات بين أفراد المجتمع ككـل
وعلى مستوى الأسرة الواحدة أيضاً,ولو نظرنا سنجد أن هذة التغيرات قد طالت أيضاً
الحكومات والشركات العابرة للقارات فى سياستها وتعاملاتها مع أفراد المجتمع ومع
العاملين بها .
مما لاشك فية أن
الأوبئة تؤسس لتغيرات جذرية فى نمـط حيـاة البشر مثلها مثل الحروب والمجاعات والأزمــات
الكبرى,فتخلق أثناء حدوثها وبعد إنتهائها أنماط جديدة فـى المعاملات بين البشـر
بعضهم البعض لا يمكن عـدم ملاحظتها أو عدم الإعتراف بها بسهولة .
لو تناولنا فى البداية سلوكيات الشركات العابرة للقارات,
وسلوكيات رجال الاعمال, سنجد نمــوذج يحتذى بـة فى عـدم إستغـلال الأزمـات لتحقيـق
الأرباح ,شـركة "ميدتروني Medtronic)) المتخصصة في إنتاج المعـدات الطبية التى قامت بإتاحة مـواصفات التصميم لأحد
أجهزتها للتنفس الصناعي, وتنازلت عن حقـوق الملكيـة,بدون مقابل للصالح العام.
وهناك أيضا
شركـات ورجال أعمال, قامـوا بتعديل اّليـة العمل لديهم لتتوائم مع سياسات الحظر,
وللحفـاظ على حياة موظفيهـا, وحـرصاً منها
علـى عـدم إنتشار العـدوى بينهم.
وعلى النقيض مـن
هـذا, سنجد رجـال أعمـال قامت بالتضحية بموظفيها توفيراً للنفقـات, وللحفـاظ على
مستـوى الأرباح الـذى إعتـادت أن تَجنية شركاتهم , بل أن هناك من نَادَى من رجال
الأعمال بفتح الحظر وقال نصاً (يموت العمال وهم يعملون أفضل من أن يموتوا من الجوع
نتيجة توقف العمل).
هذا ولو نظرنا علـى مستوى الأفـراد, سنرصد الكثير من
الظواهر الاجتماعية التى لايمكن التغافل عنها, تجد الجار أصبح محل شك الجار ,وزادت
الفجوة العاطفية على مستوى أفراد العائلة الواحدة ,وتأجلت المناسبات الإجتماعية
وضاعت فرحة التجمعات التى كانت تجمع بين الاقارب والاصحاب.
وسنجد أشخاص زادت لديهم عاطفـة الإيثـار والحـب تجـاة من
حولهم, وأخرين إزاد حبهم لنفسهم وخوفهم عليها من العـدوى والموت بهذا الفيروس المميت
,هناك أيضا ًأشخاص كثيرين رصدتهم عدسات الكاميرات على مستوى كثير من البلدان بما
فيها الدول الاسلامية يتعمدون البصـق!, والعطس,ومحاولة تلويث كل ما يستطيعون
تلويثة بأنفاسهم المصابة بالمرض..!, وعلى النقيض من هذا فقد رأيت بأم عينى أناسا
يسارعون لإنقاذ رجل مسن فقد وعية ولايقدر على التنفس فى أحد شوارع القاهرة وهم
لايعلمون ماإذا كان مصاباً بهذا الفيروس أم بشىء أخر ضاربين بعرض الحائط كل
التحذيرات من خطورة التجمعات .
من منا قد شعر فجأة بعد ان كان بعيداً كل البعد عن الله
أن الوقت قد حان للرجوع إلية, خوفا من الموت المفاجىء بالفيروس, وعلى النقيض مَن
منا قد شعر بالراحة لغلق دور العبادة فقد أصبح عدم ذهابة إليها لة مٌبَرِر الأن
لسبب خارج عن إرادتة , من منا قد أزال الحظر العبء عن كاهلة بعد أن كان قاطعاً للرحم
متحججاً دائما بالأعذار الوهمية على ذلك.
هل بيننا من إكتشف
فجأءة أن لدية زوجة وأولاد لم يكن يعرف عنهم شيئاً إلا بعد أن إلتزم إجبارياً
بقانون الحظر,فأصبح ملازماً لهم بالبيت, هل بيننا من إكتشف أنة إنسان يعيش وحيداً,
إذا مات على فراشة لن يشعر بغيابة احد بعد هذا الحظر الإجبارى.
أعرف رجالاً أكتشفوا أن زوجاتهم شخصيات غريبه لاتطاق, ولايمكن
العيش معها وعلى الجانب الاخر من بدأ يشعر بالفعل أن الحظر قد جعلة يعرف القدر
الحقيقى لتلك المرأة التى كان يهملها سابقاً, بعد أن كان يُفرِد لأصدقاءة معظم
وقتة وحتى أوقات فراغة,
هل وجدتم أصدقاءاً لكم فجأة أصبحوا بُدَنَاء بسبب الأكل
اّناء الليل وأطراف النهار أمام التلفاز, هل لاحظتم ظهور سيدات بشوارب فى الفترة
الاخيرة نتيجة غلق صالونات التجميل.
هل سمعتم من النافذة التى تطل على الجيران رجلاً يصرخ فى
زوجتة قائلا بخوف مصطنع أن الأطباء ينصحون وبشدة بعدم ممارسة بعض العادات
البيولوجية بين الأزواج منعا لأنتشار العدوى ...!!!
الكورونا هذا الفيروس المميت الذى لم يكتشف لة علاج حتى
الأن والذى يطل علينا بوجهه القبيح الذى يحصد الأرواح بلا هوادة , لة وجة أخر إنعكس
علينا نحن بنى البشر فى كل مناحى الحياة , بشكـل قد يراة البعض سلبياً وقد يراة
البعض الاخـر إيجابياً.
هذا الوجة الذى سيمتد تأثيرة لما بعد الأزمة بوقت طويل ,
والسؤال الذى يطرح نفسة الأن أى الوجهين أقوى تأثيراً علينا نحن بنى البشر حتى الان.
محمـــــد مشــــعل
محمـــــد مشــــعل
لمتابعـــة
كـل جديد إضغـط هنــا
تعليقات: 0
إرسال تعليق