رسائل عبــر القــارات
أصدقاء
المراسلة..."الكتابة لأصدقاء القلم" مـن منا يتذكـر هـذة العناوين التى لها وقع الحنين للماضى الذى
يتذكرة جيل الثمانينات ومايسبقة , ذلك
الهوس حيث كـان يتبادل فيـه الشباب من جميع أنحاء العالم الرسائل البريدية بعـد أن
تـواصلوا مـع بعضـهم البعـض مـن خـلال مجـلات التعـارف أو شـركـات المـراسلة
المنتشـرة حينها .
الأمـر الـذي كـان يمكـن أن
يتطـور إلى حـدوث صـداقات قـوية إستمـرت لسنـوات طـويلة أوإلـى حـب تطـور لحـالات
زواج ناجحـة.
نذكر هنا قصـة الصـداقة المـؤثرة
التـى نشـأت بين مـارى ومـاكس , تلك القصة التى تم تحويلها لفيلم درامى كوميـدى, والذى
يحكى عن الصـداقة بين مارى الفتاة الأسـتراليـة صـاحبة الثمانية أعـوام وماكس الأمـريكى
صاحب الأربع وأربعـون عـاما ,والـتى إستمـرت صـداقتهـم ومـراسـلاتهم قـرابة العشـرون
عـاماً...!! وتأثرت حياة كل منهما بالأخر بشكل كبير برغم بعد المسافات بينهما .
وقصـة الحب الـرائعة الشهيرة
بين الأديبـة مـى زيـادة الفلسطينيـة الأصـل , التى ولـدت عـام 1886وكـانت تعيش
بالقاهرة, والشـاعر اللبنـانى الأصـل جبـران خليـل جبـران الـذى ولـد عـام 1883 وكـان
يعيـش أغلب حياتة بنيـويورك ,تلك القصـة التى وإن لم تتجـاوز كونها حروفًا على ورق
عبرت عن قصة حب طويلة إستمرت قرابة العشرون عاما ً..!دون أن يلتقيا ولم يتزوج أي
منهما أيضًا..!
وغيرها الكثير من القصص التى
إنتشرت في زمـن المراسـلة البريديـة حيث حـالة مـن اللهفة والسعادة التى كان
يعيشها الأصدقاء بالمراسلة فقط عند رؤيتهم سـاعى البـريد حـاملًا خطـابات مـن
أصـدقائهم , الذين كانوا يراسلونهم من بلاد أخرى حول العالم .
ولكن هل هذه السعادة واللهفة موجودة في زماننا
هذا حيث أصبح التعارف والتراسل بضغطة زر فقط, عن طريق تطبيقات التعارف والمراسلة
الإليكترونية ...
على سبيل المثال لا الحصر كتطبيق (اّى سى كيو)
الذى اطلق عام 1996 , وتطبيق (ياهو ماسنجر) الذى اطلق عام 1998وتطبيق (الواتس اب)
الذى تم اطلاقة عام 2004 , وتطبيق (التليجرام) الذى اطلق عام 2013, وصفحات السوشيال
ميديا وأشهرها على الإطلاق (الفيس بوك) والذى اطلق عام 2004 .
مما لاشك فية ان هذه
التكنولوجيا سهلت التعارف والتواصل بشكل كبير, وأختصرت الوقت والمجهود المبذول في
البحث عن الشريك والصديق المناسب بل وسرعة إرسال وإستقبال الرسائل ,الأمر الذى لم تكن
تتميز بة طرق المراسلة البريدية القديمة , حيث كان الأشخاص يكبدون عناء الكتابة
وشراء البطاقات والطوابع البريدية, والذهاب والإياب إلى صندوق البريد, وإنتظارالرد
على رسائلهم لوقت ليس بالقصير قد يتجاوز في بعض الأحيان الشهر.
وهنا السؤال الذى يطرح نفسة هل تتمتع الوسائل
الإليكترونية الحديثة بنفس مصداقية وجدية طرق المراسـلة القـديمة..؟
لو
نظرنا إلى رأى الطـب النفسـى عمـوماً فـي شكـل وماهيـة العـلاقات عـبر الشبكـة الإليكترونيـة
ومنصات التواصل يقـول الدكتـور أحمد عبد الله، أستاذ الطب النفسى بجامعة الزقازيق،
أن الكـثير مـن الشبـاب يدخل فـى عـلاقات عاطفيـة عن طريق شبكة الإنترنت ، مـن خـلال
مـواقع التواصـل الإجتمـاعى أو غرف الدردشـة، بإعتبارهـا أحـد السبـل السهلة الحديثـة
للتعـرف على الطـرف الآخر، وربما قد تسفـر هـذه العـلاقة عـن الـزواج فى نهاية
المطـاف،إذا كـانت نـوايا الطرفان طيبة، ولديهم جـدية وتفهـم لشخصيـة وطبيعـة الآخـر،
لكـن هنـاك عـلاقات أخـرى مزيفـة وهى تمثـل أسـوأ حـالات الإرتبـاط العاطـفى, تلك التـى
تقـوم علـى الخـداع، بمعنى أن يخفى كـل طـرف حقيقته عن الطرف الآخر, وربمـا هويتـه
وصـورته، فيكتشفـا أن أحدهما ضحية الآخر ولكن بعد فوات الأوان.
في
النهاية أترككم الأن أصدقائى الأعزاء لأسترجع بعضاً من ذكرياتى الجميلة, ومطالعة
بعض الرسائل القديمة التى وردتنى منذ سنوات من أصدقائى القدامى عن طريق وسيلة
المراسلة البريدية المفضلة لدى.
والتى في رأيى الشخصى أنها أكثر صدقاً ورقياً
وجدية عن مثيلاتها الإليكترونية الحديثة, التى أكاد أن أطلق عليها منصات الخداع
الإجتماعى بدلا من التواصل الإجتماعى خصوصاً بعد ان أثبتت الكثير من الدراسات الحديثة
أن تأثيراتها السلبية على محيط الافراد داخل الاسرة تحديداً, يفوق بكثير تأثيراتها
الإيجابية, والأمر الأن متروك لكم للتقييم من خلال تجاربكم وتجارب أصدقائكم
الشخصية في هذا الشأن.
محمـــــد مشــعل
لمتابعة كل ماهو جديد إضغـط هنـا
محمـــــد مشــعل
لمتابعة كل ماهو جديد إضغـط هنـا


تعليقات: 0
إرسال تعليق